Saturday, October 07, 2006

تلك حواء...

بيت أنيق مُرتب...
أسره تتكون من ستة أفراد...
الأب : مريض بجلطة فى المخ مُنذ عدة سنوات...
الأم : إمرأة فولاذيه تتحمل مُعاناة الحياه ...
الإبن الأكبر : أمسى طفلاً وأصبح كهلاً...
الإبن الأصغر : مش فاهم دماغه . . بس طيب وغلبان...
الإبنه : طيبه . . لسه صغيره
الإبنه الأخرى : آخر العنقود...دلوعة الأسره
.
.
.
.
أوشكت شمس ذاك النهار على الشروق...
ولم تكد تـُشرق الشمس إلا وأشرقت إمرأه قبلها داخل مملكتها التى تتكون من ستة أفراد...
" هدير "
" قومى يالا ياحبيبتى عشان المدرسه "
تستيقظ الصغيره مع بضع كلمات تــُعلن سخطها عن الإستيقاظ مُبكراً ورغم أنفها...
تـُقبلها والدتها فتهدأ ثورة الصغيره العارمه وتتحول لإبتسامه رقيقه مع قـُبله صغيره على خد الأم...
سريعاً تـُجهز الأم ( ساندويتشات ) للصغيره
تهبط الأم مع الإبنه حامله لها حقيبتها المدرسيه...
ببساطه البنت متقدرش تشيل كل الكتب دى على قلبها ياعينى وبتصعب عليها والله...
بعد قليل
.
.
.
.
أظنه صوت مِفتاحاً يقتحم الباب
.
.
.
إنها أمى أوصلت أختى للمدرسه وعادت...
.
.
.
هارعه إلى المطبخ فلم يتبقى على ميعاد ذهابها إلى العمل مايقرب من الساعتين فقط !
.
.
.
" على "
بصوت حنون توقظ المرأه زوجها...
" قوم يالا علشان تفطر "
تـُحضر إناء به بعض الماء ليغسل الزوج وجهه...
يـُتم الزوج إفطاره...
.
.
.
ترتسم على وجه الزوجه علامات الرضا لأن زوجها أصبح على قيد الحياه
_ فقط _
.
.
.
تتذكر المطبخ...
" آآآآه . . المطبخ . . هدخل أغسل المواعين "
سـُرعان ماتنتهى المُعاناه مع المواعين
.
.
.
جاء وقت إرتداء الملابس...ذاهبة إلى عملها...
.
.
.
ترتدى الأم ملابسها تاركه الإبنه والولدين نائمين...وتذهب إلى عملها
.
.
.
أصبحت المرأه مُنذ شهور قليله على الدرجة الأولى
أى بدرجة مُدير
بالتالى تزيد المسئوليات...
.
.
.
على مدار ثمانية وعشرون عاماً لم تـخطئ تلك المرأة خطأ بسيط فى عملها...
.
.
.
إنتهت الفتره الصباحيه للعمل...
.
.
.
تتجه المرأه إلى السوق باحثه عن لوازم الغداء...
.
.
.
" ترن ترن "
.
.
جرس الباب...
.
.
يُفتح الباب ليكشف عن الأم حامله بين يديها عدد مهول من الأكياس " لوازم الغداء "0
.
.
.
مرت ساعه...
.
.
.
" الغدا جاهز "
" هات بابا من جوه يا أحمد "
.
.
.
تتناول الأسره غدائها بمزيج من الرضا والسعاده والود
.
.
.
ترتدى الأم ملابسها للذهاب إلى عملها
فهى الفتره المسائيه...
.
.
.
.
تمضى بضع ساعات فى عملها
.
.
.
تعود إلى بيتها سريعاً...
.
.
.
" عملتى الواجب ياهدير ؟ "
.
.
.
" ذاكرتى؟ "
.
.
.
وبعد سماع ما يُريح قلبها من إجابات تتجه لتبحث فى التلفاز عن شئ ما يُشغل فراغها !
.
.
.
فى الواقع أنها لم تكن تبحث عن شئ يُشغل فراغها فهى لا تمتلك وقت فراغ فى الأساس
.
.
إنها مستيقظه منتظره عودة ولديها
.
.
.
يدخل الولد الأكبر...
" إنتى لسه منمتيش ياماما ؟ "
.
.
.
ترد قائله
" مش بيجيلى نوم وحد فيكم بره "
" معرفش أنام وحد من ولادى مش نايم على سريره "
.
.
.
بخطوات بطيئه متثاقله تذهب الأم إلى سريرها بعد الإطمئنان أن أولادها جميعاً بخير وينعمون بنومٍ هادئ !
.
.
.
تضع رأسها على وسادتها قائله
" الحمد لله "
.
.
.
تغمض عيناها بمزيج من الرضا وتقبُـل الواقع
.
.
.
" قوه "
تمتلكها تلك المرأه...
.
.
.
" رضا "
يتملكها شعور عارم بالرضا على ما قسمه الله لها...
.
.
.
" قانون "
.
.
.
.
.
.
أظن أن تلك المرأه قانوناً مُقدساً لـ نساء الأرض مُنذ خلق
.
.
.
" حواء "

17 comments:

Rivendell** said...

القوة والرضا والحنان ....

معرفش أنام وحد من ولادى مش نايم على سريره




جميلة

aMiR-El ZaLaM said...

ميرسى ع المرور :)

نورت البلوج...

مـحـمـد مـفـيـد said...

الله علي الروعه
كم كانت طريقه السرد رائعه
احييك جدا

aMiR-El ZaLaM said...

أشكرك بشده...

متتخيلش يامحمد البوست ده بالذات كانت قلقانى طريقة السرد فيه جداً جداً

جداً كمان مره :ي

الحمد لله إنه عجبك وعجب سها :)


شكراً ع المرور...

وياريت الزياره تتكرر (f)

ALiaa said...

ياااااااااااااه
أنا قلت القصة مش هتخلص بس يا خسارة خلصت
جميلة أوي

مـحـمـد مـفـيـد said...

ارجومنك انت التواصل لانك حد جميل

aMiR-El ZaLaM said...

إنتى شايفه إنها خلصت ياعلياء :)

أنا لسه شايف إنها مش هتخلص


مش هتخلص خالص :)

نورتى البلوج...

(f)

aMiR-El ZaLaM said...

مـحـمـد مـفـيـد said...
ارجو منك انت التواصل لانك حد جميل

..........

مش عارف أقول ولا كلمه حلوه أرد عليها بيك يامحمد


بس شكراً بجد :)

(f)

LAMIA MAHMOUD said...

طريقة سرد رائعة .. واحساس عالي
ومثال يؤخذ كقدوة

saso said...

الله
انت قلتها حلو اوي
القصة جميلة طبعا وغنية .. بس انت قايلها حلو.. بسيطة وقريبة
احييك

aMiR-El ZaLaM said...

لميا..

شكراً للمرور


ساسو..

شكراً لتحيتك..

(f)

Anonymous said...

السلام عليكم
طريقة سردك بسيطة و جميلة و تمثل كثير من البيوت

Polka Dotted said...

عجبتنى قوى طريقتك فى الكتابه
وخاصة فى البوست ده

تصويرك محسوس قوى

سابرينا said...

جميلة جميلة
فعلا حلوة
هذة هي المراة الخارقة
ولكنهاتظهركأمراة
عادية

moorgen said...

بجد بساطة سرد الاحداث والواقعيه شدتنى اوى
بس الحكايه لسه مخلصتش
:)
حكايه كل بيت وكل اسره وكل ام جميله منبع للحنان وحضن للامان
وروح معاك فى كل مكان
تحياتى لكل الامهات
(f)

أجدع واحد في الشارع said...

ياة بجد ام عظيمه جدا
ربنا يخليها لولدها وزجها
يا رب ويديها طولت العمر
بجد جميله

aMiR-El ZaLaM said...

مسلمه..

شكراً ع المرور..


بطابيط..

نورتى البلوج وشكراً ع التشجيع..

sabrina...

شكراً لتعليقك


moorgen..

نورتينى وشكراً جداً على مرورك.. :)

(f)