الغرفة مليئة بالغـُبار
.
.
وسُحب الدخان الكثيفة تبعث فى قلبى النار
.
.
وكل شئ حولى يُجبرنى على الصمت . . ولا خيار !
.
.
جمعت ظلام الليل بحقيبتى
.
.
واصطنعت الوجوم فى صمتى ، وفى صوتى
.
.
وقولت للحياة . . وداع !
.
.
وأقسم أنه كان خداع !
.
.
ولكنى قرأت قصيدة عن شاعر أرهقته الحياه
.
.
فقال وداع !
.
.
فعلمت أنه لا سبيل سوىّ الفرار !
.........
ذات مساء
.
.
حزمت أمتعتى راحلاً عن الشقاء
.
.
وحنّ علىّ ملاح
.
.
قال : إركب !
.
.
وإنتقى من بحر الحياة الأصدقاء
.
.
فتحسست الأمواج بحثاً عن الأصحاب
.
.
وعُدت كما كنت وطرقت الباب
.
.
فقال : ماجدواك من هذا العناء !
.........
يتخبطنى الليل ويقذفنى إلى الطرقات
.
.
من طريق مُظلم شاحب
.
.
لآخر مُظلم شاحب !
.
.
ويلوح فى آخر الطرقات صوت أمى
.
.
" ربنا يستر لك طريقك يابنى "
.
.
فأهتدى إلى صوت الدار
.
.
وأعود كما كُنت طفلاً لا يحمل إلا براءة الصغار
..........
.
.
آه ياليل
.
.
مثلك مثلى
.
.
ساهر وحدى
.
.
نمضى سوياً فى فراغ بارد مُضنى
.
.
غريباً فى زمن يأكل الغرباء
.
.
والحائط الكبير يسحقنى
.
.
ويخنقنى !
.
.
والسؤال ظاهر فى عينى
.
.
" إلى متى سنظل هكذا ؟ "
.
.
إلى متى !
إلى متى !